قال تعالى :
" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54
قال تعالى :
" {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165
وروي أنه
قال الرسول صلى الله علية وسلم " ما أعطى أحد عطاً خيراً وأسع من الصبر".
وقال علي رضي الله عنة " من أجلال الله معرفة حقه , ولا تشكو وجعك ومصيبتك ".
قال الحنف " لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة وما شكيت ذلك لأحد"
قال تعالى : " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" البقرة155
من علامات حب العبد لله أن يكثر من ذكره ولا يفتر عنه لسانه,ولا يخلو عنه قلبه,فان من أحب شيئاَ أكثر من ذكره, وذكر الله قوت القلوب,ويزيل الهم والغم والقلق.قال تعالى :{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28
قال الحسن البصري :
تفقدُ الحلاوة في ثلاثة أشياء في الصلاة وفي الذكر وفي قراءة القران فان وجدتموها وألا فعلموا إن الباب مغلق.
قال ذا النون :
" ما طابت الدنيا إلا بذكره ولا طابت الآخرة إلا بعفوه , ولا طابت الجنة إلا برؤيته ".
وروي أنه
قالت عائشة رضي الله عنها كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه.
وروي أنه
قال صلى الله علية وسلم:
" أن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر,فاذا وجدوا قوماً يذكرون الله , فنادوا هلموا إلى حاجاتكم, قال:
فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا,قال : فيسألهم ربهم وهو أعلم, ما يقولون عبادي؟, قال: يقولون :يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك, فيقول: هل رأوني؟ , قال: فيقولون : لا والله ما رأوك, قال: فيقول :كيف لو رأوني؟, قال فيقولون :لو رأوك كانوا أشد عبادتاً, وأشد لك تحميداً وتمجيداً, وأكثر تسبيحاً ....الى إن يقول في آخر الحديث ,,أشهدكم أني قد غفرت لهم".
ومن علامة حب الله إذا ذكر وجل له القلب ,ودمعة له العينان من خشيته ,فان من محبة الله أتباع أوامره واجتناب معصيته ,فان المحب لمن أحب مطيعُ.
قال تعالى :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2
قال تعالى :
{الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الحج35
وروي أنه
قال صلى الله علية وسلم " أن الله يغار ,والمؤمن يغار, وغيرة الله إن يأتي المؤمن ما حرم الله "
وان من أعظم صفات المحبين محبة لقاء الله,كما روي عن الرسول صلى الله علية وسلم قال "من أحب لقاء الله أحب الله لقاؤه ,ومن كره لقاء الله كره الله لقاؤه".
ولما خير نبينا محمد صلى الله علية وسلم بين الدنيا ولقاء الله عز وجل , قال : بل الرفيق الأعلى.
وهل للمحب راحة , إلا عند لقاء حبيبه , فتخذ الله صاحباً ودع الناس كلهم جانباً.
وفي رواية جرير وصهيب وأنس وأبي هريرة وأبي موسى وأبي سعيد
يوم ينادي المنادي " يــــــا أهــــــــــــل الجــنة :
أن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم , هيا على زيارته ,فيقولون : سمعاً وطاعة , ويذهبون الى الزيارة مبادرين,فاذا بنجائب أعدت لهم ,فيستوون على ظهورها مسرعين , حتى إذا انتهوا الى الوادي الأفيح الذي جُعل لهم موعدا, وجمعوا هنك ,فلم يغادر الداعي منهم أحداً,
أمر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنصب هناك , ثم نصبت لهم منابر من نور , ومنابر من لؤلؤ ,ومنابر من زبرجل ,ومنابر من ذهب, ومنابر من فضة ,وجلس أدناهم على كثبان المسك , ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا , حتى إذا استقرت بهم مجالسهم , واطمأنت بهم أماكنهم , نادى المنادي :
يــــا أهــــــل الجـــنــــة :
أن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكم هو ,فيقولون :
ما هو ؟
آلم يـبـيـض وجوهنا , ويثقل موازيننا , ويدخلنا الجنة , ويزحزحنا عن النار , فبـينما هم كذلك , إذ سطع لهم نورُ, أشرقت له الجنة , فرفعوا رؤوسهم , فإذا الجبار جل جلاله , وتقدست أسمائُه قد أشرف عليهم من فوقهم , وقال :
يا أهل الجنة سلام عليكم :
فلا ترد التحية بأحسن من قولهم اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والأكرم , فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى ,يضحك إليهم, فيكون أول ما يسمعون منه تعالى,أين عبادي
الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني , هذا يوم المزيد , سلوني هذا يوم المزيد! , فيجتمعون على كلمةٍ وأحده , قد رضينا فأرضى عنا ,
فيقولُ: لو لم أرضى عنكم لم أسكنكم جنتي , سلوني هذا يوم المزيد ,
فيجتمعون على كلمةٍ وأحده , أن ربنا أرنا وجهك ننظر إليه,
فيكشف الرب جل جلاله الحجب , ويتجلى لهم ,ويغشاهم من نوره,
ما أن الله تعالى قضى أن لا يحترقوا لحترقوا , فلا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضرهُ ربهُ تعالى محاضره , وناظرهُ ربهُ مناظره.
حتى أنه يقول: يا فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا , يذكرهُ بعض غدراتهِ في الدنيا , فيقول : يا ربِ آلم تغفر لي ؟
فيقول لو لم أغفر لك لما بلغت منزلتك هذه".
وروي أنه
قال أبراهيم أبن أدهم لأخ له في الله , أنه بلغني أن الله تعالى أوحى الى يحيى أبن زكريا عليهما السلام :
" يا يحــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــ ــــــى:
أني قضيت على نفسي أنه لا يحبُني عبداً من عبادي أعلم ذلك منه , إلا كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ولسانه الذي يتكلم به , وقلبه الذي يفهم به , فإذا كان كذلك ,مقت لهُ الاشتغالُ بغيري,
وأدمت فكرته ,و أسهرت ليله ,وأضمئت نهاره,
يا يحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــى:
أنا جليس قلبه وغاية أمنيتهِ و أمله, أهب لهُ كل يوم وساعة ,فيتقربُ مني وأتقربُ , أسمع كلامه , وأجيبُ تضرعهُ ودعوته .
فُعزتي وجلالي لأبـعـثـنه مبعثاً يغبط بهِ النبـيون والمرسلون , ثم أمر منادياً يــــــــــــــــــــــــــــــــنادي :
هذا فلان أبن فلان وليِ الله وصبــيه ,وخيرتهُ من خلقه , دعاه الى زيارته ليشفي صدره , من النظر الى وجهِ الكريم , فاذا جاني رفعت الحجاب في ما بــيـــنـــي وبـــيــنــه ,فنظر أليا كيف شاء , وأقـــول لــــــــــــــه :
أبشر وعزتي وجلالي لشفينا صدرك من النظر أليا , ولأجددنا كرامتك في كل ليلةٍ وساعة".
سبحانك سبحانك يا علي يا عظيم , يا بارىء يا رحيم ,يا عزيز يا جبار , يا حي يا حليم , سبحانك من سبحت لهُ السماواتِ بأكنافها , سبحانك من سبحت لهُ الجبال بأصواتها , سبحانك من سبحت لهُ البحار بأمواجها , سبحانك من سبحت لهُ الحيتان بلغاتها , سبحانك من سبحت لهُ النجوم بأبرا قها , سبحانك من سبحت لهُ الأشجار بغصونها , سبحانك من يسبح الرعد بحمده والملائكةِ من خيفته, ويرسل الصواعق ويصيب بها من يشاء , وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال.
اللهم أني أسألك حبك وحب من أحبك و أحب عمل يقربني إلى حبك